إلّاَ الْقُدْس
مِنَ الْمُدُنِ، اِسْطَنْبِول بِمَنَارَاتَهَا وَالْقُدْس بِقُبَّةِ الصَّخْرَة
وَمَكَة بِبَيْتِ الله وَالْقُدْس بِمَسْجِدِهِ الْأَقْصَى
وَالْمَدِينَة بِحُبِّهَا وَالْقُدْس بِعِشْقِهَا الْمَجْنُونْ
مِثْلَ قَلْبِ الطِّفْلِ يَنْبِضُ قَلْبِيَ الْحَنُونْ
إِلاَّ الْقُدْسْ
إِلاَّ الْقُدْسْ
كُلُّ طِفْلٍ سَيُصْبِحُ أَلْفَ قُدْسْ ...
دَارُ السَّلامْ
هُنَا الْقُدْسُ، هُنَا دَارُ السَّلاَمْ
هُنَا الْوَطَنُ الأُمُّ لِلسَّلامْ
اَلْقُدْسُ هُوَ حَرَمِي وَعِزَّتِي
شَرَفِي وَنَصْرِي وَعِصْمَتِي
هُنَا مَدِينَةُ الْحِكْمَةِ وَإِمَام الْمُدُنِ
هُنَا الْمَدِينَةُ الَّتِي حَمَلَتْ سِرَّ الْإِنْسَانِ إِلَى الْمِعْرَاجِ بِمُحَمَّدٍ الأمينِ
وَمُؤَيَّدَةٌ بِرُوحِ الْقُدْسِ هِيَ دِيَارُ الْأَنْبِيَاءْ
وَالْمَدِينَةُ الَّتِي فَتَحَتْ سِرَّ السَّمَاءِ لِلْإِنْسَانِ مِنْ قُبَّةِ السَّمَاءْ
لاَ تَحْزَنِي
إِلَى الَّتِي تُرَبِّي الْأَمَلَ مُنْذُ قُرُونٍ،
يَا أَيَّتُهَا الْمَدِينَةُ
هَلْ تُرْعِبِينَ الْخَوْفَ أَمْ مِنَ الْحَضَارَاتِ الْقَدِيمَةْ
نَعَمْ أَنْتِ مَدِينَةُ فِلَسْطِينَ الْقَوِيَّةْ
لاَ تَأْسَفِي!
اَلْقُدْسُ اِنْتِصَارُ الْأُمَّةِ "مَكْتُوبٌ مُنْذُ الْأَزَلِ" ،
وَمَقْبَرَةٌ أَبَدِيَّةٌ وَرَهِيبَةٌ لِلْغَافِلِينَ عَنِ الْأَصْلِ،
وَلِلْوُرُودِ بِرَائِحَةِ النَّبِيِّ هُوَ انْتِصَارُ الطِّفْلِ..
اَلشَّمْسُ وَالْقَمَرُ افْتَرَقَا، وَفَجْأَةً اجْتَمَعَا،
كَانَتِ النُّجُومُ عَلَى الْأَرْضِ مُتَنَاثِرَةْ ،
اِنْفَجَرَتِ الْأَرْضُ وَمَا فِيهَا
مِثْلَ الْبُرْكَانِ مِنْ رُعْبِهَا،
لِطِفْلٍ حَزِينٍ بِلِسَانِ حَالِهَا،
أَنَا عَاجِزٌ جِدّاً، لَكِنَّيِ لاَ أَعْرِفُ عَلَى أَيِّ حَالٍ أنا،
أَعْرِفُ أَنَّ الْقُدْسَ لَنَا، لَكِنَّنِي فِي حَيْرَةٍ أَنَا،
فِي يَوْمِ الْحِسَابِ، أَشْكُو إِلَيْكَ نَفْسِي،
وَا أَسَفَاهْ عَلَى عَدَمِ الرِّضَا عَنِّي
لِكَسْرِ الْأَيَادِي الَّتِي امْتَدَّتْ إِلَى الْعِرْضِ
جُنُودِي أَطْفَالُ الْمُقَاوَمَةِ لِيَعِيشُوا إِلَى الْأَبَدِ
حَانَ وَقْتُ دَفْعِ الْحُزْنِ، وَكَسْرِ قَبْضَةِ الْيَأْسِ فِي الْأَرْضِ الْمُقُدَّسَةِ،
وَآنَ وَقْتُ نَفْضِ التُّرَابِ الْمَيْتَةِ
مِنَ الْكَتِفِ الْمُنْحَنِي جَرَّاءَ الْأَلَمِ
آنَ الْأَوَانْ لِنُصْبِحَ الْقُدْسْ
آهْ ياَ قُدْسُ !
يَا مَنْ تَقَلَّدَ قُبَّةَ الصَّخْرةِ ذَهَباً فِي عُنُقِهِ،
مُنْذُ بِدَايَةِ التَّارِيخِ، يُحَيِّي الدُّنْيَا بِسِرِّ عَظَمَتِهِ،
نُورُكَ أَضَاءَ آبارَ الْمِيَاهْ،
فِي كُلِّ أَوْقَاتِ الصَّلَاةْ
يُدَفِّئني كَمَاءِ الْيَنَابِيعِ،
يُطَهِّرُ الْإِنْسَانَ كَأَنَّهُ وُلِدَ مِنْ جَدِيدْ
جِبَالُهُ كَالأُمِّ ، وَنُجُومُهُ كَالطِّفْلِ،
تَحْمِلُ بِأَيْدِيهَا إِلَى وَجْهِ الْأَرْضِ رَايَةَ السَّلَامْ
نَحْنُ عَلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ مِنَ الْعَالَمْ
مِثْلَ الْمَدِّ وَالْجَزْرِ بِقُلُوبِنَا ،
ذَوِي الْقُلُوبِ الشَّاعِرَةِ بِجُنُودِنَا،
نَحْمِلُ الْمَاءَ إِلَى نَارِ الْأَرَاضِي الْمُحْتَلَّةْ،
ذَاهِبِينَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ مِثْلَ النَّمْلَةْ،
يَا نَارُ كُونِي الآنَ بَرْداً وَسَلاَمَا
لَقَدْ جِئْنَا لِنَزْرَعَ الصُّلْحَ وَالسَّلاَمَ ،
إِلَى هَذِهِ الْأَرَاضِي الشَّرِيفَةْ
أَ شَهِدْنَا نَصْرَكَ أَمْ لَمْ نَشْهَدْ سَوَاءْ ،
وَالْقَدَرْ لاَ يَعْلَمُهُ إلّا اللهُ جَلاَءٌ،
وَلَكِنَّ آمَنَّا بِالنَّصْرِ إِيمَانَا،
"أَنْ نَرْحَلَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْأَبَدِ" دَعْوَانَا،
يَا قُدْسُ، لِتَكُن الْآنَ مَقْبَراً يَغْلِي باِلزَّقُّومِ وَالشَّوْكْ
لكلِّ ظالمٍ يَمُدُّ يدَهُ عَلَى شَرَفِكْ
كَانَ قَلْبِي فَارِغاً، حَقًّا لِمَاذَا؟
مُنْذُ نِصْفِ قَرْنٍ، اَلضَّحِكُ حَرَامٌ عَلَيْنَا
"يُبْقِى آمَالَنَا الْحَبِيبَة حَتَّى الْمَوْت" مُسْتَقْبَلُكَ
وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً مِنْ حُزْنِكَ،
الَّتِي أَعْلَمُهَا، اَلْحَقِيقَةُ الْوَحِيدَهْ:
أَنَّ الْقُدْسَ مَحْفُوظٌ وَالَمَدِينَةُ المنصورهْ
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَهْ
نَحْنُ، بِجُنُودِنَا ذَوِي الْقُلُوبِ الشَّاعِرَهْ ،
نَحْمِلُ الْمَاءَ إِلَى نَارِ الْأَرَاضِي الْمُحْتَلَّهْ،
ذَاهِبِينَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ مِثْلَ النَّمْلَهْ،
"يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَمَا "
وَقُولِي يَا قُبَّةَ السَّمَاءْ لَم نَزْرَعْ شَيْئًا إِلاَّ السَّلاَمَ
عَلَى أَرَاضِي مُوسَى...
هَيا بنا
هَيَّا بِنَا حَانَ الْوَقْتُ لِلْوُقُوفِ خَلْفَ أَطْفَالِ الْقُدْسِ الجديدْ،
هناك جريمةٌ غَيْرُ قَانُونِية، عِقَابٌ وتَعْذِيبٌ شَدِيدْ.
جَائِعٌ وعطْشَانْ ومنبوذٌ مُضْطَهَدْ
مَضْرُوبٌ بِأَحْذِيَةِ الْجنْدِ غيرِ الْمُعْتَمَدْ
حُقُوقُهُمْ مَسْجُونَةٌ فِي الأقفاصِ و حُرّيَّاتُهُمْ فِي المِكْبَسْ
وَلَكِنْ عِنْدَ اللهِ كَانَ يُسَاوِي الطِّفْلُ أَلْفَ قُدْسْ
كَانَ وَالِدِي يَقُولْ "إِنَّمَا الْمَعْرَكَةُ فِي مَيْدَانِ الْحَرْبِ مَعَ الْجُنُودِ"
أَيْنَ الْجَيْشُ، أَيْنَ مَيْدَانُ الْحَرْبِ، وَأَيْنَ الْجُنْدِيُّ الشُّجَاعْ
اَلْآنَ يُقَاتِلُ الْمُجْرِمُونَ الْمَرْعُوبُونَ وَسُلُطَاتُ الْاِحْتِلاَلْ
مَعَ جَيْشِ الْقُدْسِ الْمُكَوَّنِ مِنَ الْأَطْفَالْ.
مِثْلَ الْأَبَابِيلْ
هَذِهِ الْجُمْلَةُ بِصِيغَةِ الْأَمْرِ عَلَى وَجْه الاِطْلاَقِ
قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ لِنَقِفْ لِعَظَمَةِ الْأَقْصَى
بِجَانِبِ الطِّفْلِ الْفِلَسْطِينِيّ
هَيَّا نُوَحِّدْ صُفُوفَنَا
اَلْيَوْمَ حَانَ الْوَقْتُ لِنُصْبِحْ الْقُدْسَ كُلُّنَا
اَلْآنَ بِلاَ تَرَدُّدٍ، اَلْوَقْتُ وَقْتُ الْوَحْدَةِ
إِلَى الْأَبَدِ نَقُمْ بِالْقُدْسِ مُنْذُ اللَّحْظَةِ
لاَ تَبْكِي الْأُمُّهَاتْ وَلاَ يَتَذَمَّرُ الأطفالْ
بِالْعِزَّةِ وَبِحُبِّ الشَّهَادَةِ، تَبْقَى الْآمالْ
المختار من نظم الشاعرة فاطمة كنج أوناي
Kayıt Tarihi : 16.5.2021 15:13:00
© Bu şiirin her türlü telif hakkı şairin kendisine ve / veya temsilcilerine aittir.
TÜM YORUMLAR (1)